1- انهيارالتجربة السوفييتية لماذا؟؟
ان انهيار الاتحاد السوفييتي وسقوط تجربة ثورة اكتوبر الرائدة .. لم يكن بمعزل عن تصورات الثوريين او توقعاتهم لكن ليس هناك حتى الآن دراسة شاملة وشافية عن الكيفية التي آل اليها تطور هذه التجربة ونهايتها الدراماتيكية ،من قبل باحثين محايدين او من قبل الماركسيين الثوريين وفي المقدمة منهم الشيوعيين الروس الذين يدركون اكثر من سواهم الآليات التي حكمت التجربة واسباب سقوطها .. وجل ماهو موجود مقالات ودراسات قام بها كتاب متحاملون او انتهازيون او مرتدون قاموا بتحريف التاريخ وتشويه التجربة وتحقيرها .
والماركسي لديه المنهج المادي لتفسير الوقائع والأحداث ومجرى تطورها .. فلا يمكن ان يبتعد التفسير الماركسي عن اعتبار ان لكل ظاهرة اساس مادي أي مصالح طبقية ومختلف الظواهر السياسية والاجتماعية يحكمها صراع المصالح والطبقات بهذا القدر او ذاك وطبيعة التكوين الأقتصادي والأجتماعي وما ينجم عنه من علاقات وصراعات وظواهر .. والأكيد ان هناك مصالح طبقية لقوى وفئات تكونت داخل النظام السوفييتي عملت بأتجاه تغيير النظام الاجتماعي والاقتصادي القائم ..وان ثمة اخطاء او انحرافات كانت مقصودة او غير مقصودة في التجربة ذاتها قد سهلت على تلك الشرائح والفئات القيام بما قامت به واذا كانت العوامل الداخلية اساسية في تقويض التجربة فأن العوامل الخارجية لعبت دورا مهما ايضا ، ان التجارب الرأسمالية والأشتراكية لم تكن يوما بمعزل عن ادوار القادة والزعماء فأدوار هؤلاء في الثورة والثورة المضادة غالبا ما تكون فعالة ومؤثرة الى ابعد الحدود . فبقدر ما كان دور لينين وتروتسكي والبلاشفة الاخرين متوائما مع مجرى الثورة ونفسية الجماهير وتقدير الوضع الثوري وساعة الحسم مهما وحاسما في انجاح الثورة كان دور غورباتشوف ويالتسين وشركاءهم حاسما ايضا في تفتيت الأتحاد السوفييتي وفي انفاذ الثورة المضادة والوصول بها الى نهايتها .. لكن ايضا فأن دور الأفراد ليس معزولا عن الصراع الاجتماعي ودور الطبقات والفئات الاجتماعية التي تدفع هؤلاء الى الثورة او الثورة المضادة.. لقد دفعت الجماهير الثائرة عام 1917 البلاشفة الى الثورة البروليتارية بحركة توافقية تأثرا وتأثيرا اذ لم تكن عفوية الجماهير واندفاعها كافيين لصنع الثورة لولا وجود القيادة الثورية وبالمقابل لعب غياب دور الجماهير العريضة وسلبيتها عام 1991 وعمليات الغش والخداع والكذب والتحريف النظري الذي مارسته القيادات الوصولية المشبعة بفكر الثورة المضادة الرأسمالية امثال غورباتشوف ويالتسين وغيرهم دورا في تمكين هؤلاء من اعادة الرأسمالية وقد لعبت الفئات المثرية والاجهزة البيروقراطية في مختلف المواقع الحزبية والاقتصادية والإدارية وبدعم مالي من الأمبريالية الامريكية دور الحاضنة والرافعة لهؤلاء الذين لايمكن نعتهم الا بالخونة والمرتدين ، وفقا لأهوائهم ومصالحهم الطبقية الأنانية .
لم تولد الثورة المضادة في روسيا من فراغ فلقد اتخذ انهيار التجربة السوفييتية شكل " سيرورة تاريخية " بدأت بنشوء البيروقراطية كفئة اجتماعية تتمتع بامتيازات وتعلو على الشعب العامل في مفاضل الحزب والدولة والمجتمع السوفييتي . فكانت هذه البيروقراطية في بداية الامر ناتج عرضي لصعوبات الوضع الداخلي في روسيا : الحرب الاهلية 1918 – 1921 تأخر روسيا الاقتصادي والاجتماعي الأفتقار الى تقاليد ديمقراطية وانعدام الثقافة .. تاخر ثم هزيمة الثورة العمالية الاوربية ثم تحولت الى قوة ثابته ومهيمنة وكما يقول تروتسكي عام 1936 فان البيروقراطية اضحت " الشريحة الأجتماعية الوحيدة صاحبة الامتياز والسيطرة في المجتمع السوفييتي.."(تروتكسي : الثورة المغدورة دار الطليعة بيروت الطبعة الثانية 1980) وبدأت تخلق لنفسها المزيد من الامتيازات ، وفي ظل الديكتاتورية الستالينية تم بناء نظام رأسمالية دولة من منظورات فكرية غير ماركسية وصفيت القيادات البلشفية القديمة ضمن محاكامات موسكو الأولى والثانية بتهم باطلة لتتكرس بذلك عبادة شخصية ستالين الذي " حصل على التأييد المطلق لشريحة من الحكام تريد التخلص من المبادىء القديمة ومراقبة الجماهير وتحتاج الى حكم مضمون في قضاياها الداخلية "(تروتسكي : الثورة المغدورة).. وبدأت منذ ذلك العهد اولى بوادر التنازل النظري ، وادى دخول الاتحاد السوفييتي الحرب العالمية الثانية وسباق التسلح الى تعزيز نفود البيروقراطية وخلق المزيد من اللامساواة الأجتماعية وافقار قطاعات واسعة من الشعب وعرقلة نموالأقتصاد ..
ويلاحظ ارنست ماندل نقلا عن شهادات من الصحف السوفييتية بين 1949 و1953 ان البيروقراطية اصبحت فئة مغلقة تعي مصالحها الخاصة وعيا كاملا ... وان هناك جمهور من الموظفين الاقتصاديين القياديين يطأ باقدامة بوقاحة حقوق المواطنين السوفياتيين "نقلا عن صحيفة ترود 8ايلول 1953 "(ارنست ماندل : النظرية الأقتصادية الماركسية دار الحقيقة بيروت - ج2 ص353 ). ويذكر ماندل ايضا ان التسيير البيروقراطي الذي ادى الى مستوى عال من تطور القوى المنتجة لم يرافقه تحسن في مستوى معيشة الشعب بسبب عدم التوجه الى انتاج السلع الأستهلاكية وبسبب التبذير الهائل الذي تقوم به الاجهزة البيروقراطية ..وانخفضت نسب تمثيل العمال في مجالس السوفييت ومجالس الاتحاد وفي مؤتمرات الحزب بسبب تعاظم عدد ونفوذ البيروقراطية وهيمنتها على اجهزة الدولة والحزب والجيش .. وفي نهاية عهد ستالين وصل الأقتصاد السوفييتي الى طريق مسدود " فلم تعد الدولة الكبرى الثانية في العالم قادرة على تغذية سكانها ففي عام 1950و1953 ركد انتاج الحبوب وعدد الابقار ركودا تاما في مستوى ادنى من مستوى عام 1928 .. وكان الناس يصطفون باستمرار امام مخازن التموين وابدى المستهلكون استياءهم بصورة متزايدة " ( ماندل : المصدر السابق ص355 ) ..
وخلال الحقب التي تلت عهد ستالين ورغم الأصلاحات التي جرت في عهد خروتشوف الا انه جرت تحريفات وتعرجات في مجال السياسة والاقتصاد قام بها البيروقراطيين المتنفذين في صفوف الحزب وكما يشير فلاديمير ارلوف في احدث مقال عن "وضع الحركة الشيوعية في روسيا ومهام الشيوعيين المعاصرين "منشور في الحوار المتمدن بتاريخ 16-1-2006 فقد شهد الأقتصاد السوفييتي في عهد برجنيف "تخلف نوعي عن اقتصاد البلدان الرأسمالية المتقدمة في الستينات والسبعينات خلال المرحلة الجديدة من تطور الإنتاج بعد أن كان هذا التخلف قد أزيل تقريبا بين الثلاثينات والخمسينات من القرن العشرين بفضل جهود مضنية وضحايا بشرية لا تصدق." طبعا بسبب تسلط البيروقراطية وتبذيرها الهائل والسرقات التي كانت تقوم بها للنتاج الاجتماعي الفائض ان مقال فلاديمير ارلوف يحتوي على اشارات هامة جدا بخصوص اسباب انهيار التحاد السوفييتي ويظهر كيف ان القادة والزعماء "والمثقفين" قد ساهموا في عمليات التحريف النظري وكيف ابتعدوا عن الماركسية وخاصة في عهد بريجينيف فهو يقول "أما حقبة بريجنيف فاعتمدت كلياً على التحريفية في الاقتصاد وفي السياسة. فالجهاز البيروقراطي تعاظم إلى أبعد الحدود، وفعل قانون القيمة اتسع مئات الأضعاف، وبات الحزب الشيوعي ينقطع أكثر فأكثر عن الشعب ويمسي أبعد فأبعد عن مراقبة الكادحين. وأثار تنامي الامتيازات والرشوة والفساد نقمة الناس وقوض إيمانهم بإمكان تحقيق العدالة على يد النظام القائم. وبات البلد يعيش أكثر فأكثر بفضل تصدير الخامات إلى الدول الرأسمالية المتطورة." وكان العام 1986 بداية النهاية لتفكيك النظام السوفييتي من قبل غورباتشوف صاحب سياسية البريسترويكا" التي لم تكن تعني في المحصلة غير تقويض اجهزة الحزب والملكية العامة باسم مباديء الشفافية والأنفتاح والديمقراطية المزعومة وهو ما كان يعني اعادة الرأسمالية.بدفع من (الطبقة) البيروقراطية والشرائح البرجوازية الجديدة التي اثرت من المال العام عن طريق السرقات والغش والخداع والتزوير واستخدمت مواقعها السياسية والأقتصادية لتحيق ذلك ..ويذكر ارلوف في مقاله السابق ذكرة ان الامبريالية الأمريكية صرفت اكثر من 3تريليون دولار من اجل تقويض الأتحاد السوفييتي والبلدان الأشتراكية فلابد ان حصة المتنفذين في النظام السوفييتي كانت كبيرة جدا من هذه الأموال مقابل تقويض وتخريب التجربة السوفييتية.
ان انهيار الاتحاد السوفييتي وسقوط تجربة ثورة اكتوبر الرائدة .. لم يكن بمعزل عن تصورات الثوريين او توقعاتهم لكن ليس هناك حتى الآن دراسة شاملة وشافية عن الكيفية التي آل اليها تطور هذه التجربة ونهايتها الدراماتيكية ،من قبل باحثين محايدين او من قبل الماركسيين الثوريين وفي المقدمة منهم الشيوعيين الروس الذين يدركون اكثر من سواهم الآليات التي حكمت التجربة واسباب سقوطها .. وجل ماهو موجود مقالات ودراسات قام بها كتاب متحاملون او انتهازيون او مرتدون قاموا بتحريف التاريخ وتشويه التجربة وتحقيرها .
والماركسي لديه المنهج المادي لتفسير الوقائع والأحداث ومجرى تطورها .. فلا يمكن ان يبتعد التفسير الماركسي عن اعتبار ان لكل ظاهرة اساس مادي أي مصالح طبقية ومختلف الظواهر السياسية والاجتماعية يحكمها صراع المصالح والطبقات بهذا القدر او ذاك وطبيعة التكوين الأقتصادي والأجتماعي وما ينجم عنه من علاقات وصراعات وظواهر .. والأكيد ان هناك مصالح طبقية لقوى وفئات تكونت داخل النظام السوفييتي عملت بأتجاه تغيير النظام الاجتماعي والاقتصادي القائم ..وان ثمة اخطاء او انحرافات كانت مقصودة او غير مقصودة في التجربة ذاتها قد سهلت على تلك الشرائح والفئات القيام بما قامت به واذا كانت العوامل الداخلية اساسية في تقويض التجربة فأن العوامل الخارجية لعبت دورا مهما ايضا ، ان التجارب الرأسمالية والأشتراكية لم تكن يوما بمعزل عن ادوار القادة والزعماء فأدوار هؤلاء في الثورة والثورة المضادة غالبا ما تكون فعالة ومؤثرة الى ابعد الحدود . فبقدر ما كان دور لينين وتروتسكي والبلاشفة الاخرين متوائما مع مجرى الثورة ونفسية الجماهير وتقدير الوضع الثوري وساعة الحسم مهما وحاسما في انجاح الثورة كان دور غورباتشوف ويالتسين وشركاءهم حاسما ايضا في تفتيت الأتحاد السوفييتي وفي انفاذ الثورة المضادة والوصول بها الى نهايتها .. لكن ايضا فأن دور الأفراد ليس معزولا عن الصراع الاجتماعي ودور الطبقات والفئات الاجتماعية التي تدفع هؤلاء الى الثورة او الثورة المضادة.. لقد دفعت الجماهير الثائرة عام 1917 البلاشفة الى الثورة البروليتارية بحركة توافقية تأثرا وتأثيرا اذ لم تكن عفوية الجماهير واندفاعها كافيين لصنع الثورة لولا وجود القيادة الثورية وبالمقابل لعب غياب دور الجماهير العريضة وسلبيتها عام 1991 وعمليات الغش والخداع والكذب والتحريف النظري الذي مارسته القيادات الوصولية المشبعة بفكر الثورة المضادة الرأسمالية امثال غورباتشوف ويالتسين وغيرهم دورا في تمكين هؤلاء من اعادة الرأسمالية وقد لعبت الفئات المثرية والاجهزة البيروقراطية في مختلف المواقع الحزبية والاقتصادية والإدارية وبدعم مالي من الأمبريالية الامريكية دور الحاضنة والرافعة لهؤلاء الذين لايمكن نعتهم الا بالخونة والمرتدين ، وفقا لأهوائهم ومصالحهم الطبقية الأنانية .
لم تولد الثورة المضادة في روسيا من فراغ فلقد اتخذ انهيار التجربة السوفييتية شكل " سيرورة تاريخية " بدأت بنشوء البيروقراطية كفئة اجتماعية تتمتع بامتيازات وتعلو على الشعب العامل في مفاضل الحزب والدولة والمجتمع السوفييتي . فكانت هذه البيروقراطية في بداية الامر ناتج عرضي لصعوبات الوضع الداخلي في روسيا : الحرب الاهلية 1918 – 1921 تأخر روسيا الاقتصادي والاجتماعي الأفتقار الى تقاليد ديمقراطية وانعدام الثقافة .. تاخر ثم هزيمة الثورة العمالية الاوربية ثم تحولت الى قوة ثابته ومهيمنة وكما يقول تروتسكي عام 1936 فان البيروقراطية اضحت " الشريحة الأجتماعية الوحيدة صاحبة الامتياز والسيطرة في المجتمع السوفييتي.."(تروتكسي : الثورة المغدورة دار الطليعة بيروت الطبعة الثانية 1980) وبدأت تخلق لنفسها المزيد من الامتيازات ، وفي ظل الديكتاتورية الستالينية تم بناء نظام رأسمالية دولة من منظورات فكرية غير ماركسية وصفيت القيادات البلشفية القديمة ضمن محاكامات موسكو الأولى والثانية بتهم باطلة لتتكرس بذلك عبادة شخصية ستالين الذي " حصل على التأييد المطلق لشريحة من الحكام تريد التخلص من المبادىء القديمة ومراقبة الجماهير وتحتاج الى حكم مضمون في قضاياها الداخلية "(تروتسكي : الثورة المغدورة).. وبدأت منذ ذلك العهد اولى بوادر التنازل النظري ، وادى دخول الاتحاد السوفييتي الحرب العالمية الثانية وسباق التسلح الى تعزيز نفود البيروقراطية وخلق المزيد من اللامساواة الأجتماعية وافقار قطاعات واسعة من الشعب وعرقلة نموالأقتصاد ..
ويلاحظ ارنست ماندل نقلا عن شهادات من الصحف السوفييتية بين 1949 و1953 ان البيروقراطية اصبحت فئة مغلقة تعي مصالحها الخاصة وعيا كاملا ... وان هناك جمهور من الموظفين الاقتصاديين القياديين يطأ باقدامة بوقاحة حقوق المواطنين السوفياتيين "نقلا عن صحيفة ترود 8ايلول 1953 "(ارنست ماندل : النظرية الأقتصادية الماركسية دار الحقيقة بيروت - ج2 ص353 ). ويذكر ماندل ايضا ان التسيير البيروقراطي الذي ادى الى مستوى عال من تطور القوى المنتجة لم يرافقه تحسن في مستوى معيشة الشعب بسبب عدم التوجه الى انتاج السلع الأستهلاكية وبسبب التبذير الهائل الذي تقوم به الاجهزة البيروقراطية ..وانخفضت نسب تمثيل العمال في مجالس السوفييت ومجالس الاتحاد وفي مؤتمرات الحزب بسبب تعاظم عدد ونفوذ البيروقراطية وهيمنتها على اجهزة الدولة والحزب والجيش .. وفي نهاية عهد ستالين وصل الأقتصاد السوفييتي الى طريق مسدود " فلم تعد الدولة الكبرى الثانية في العالم قادرة على تغذية سكانها ففي عام 1950و1953 ركد انتاج الحبوب وعدد الابقار ركودا تاما في مستوى ادنى من مستوى عام 1928 .. وكان الناس يصطفون باستمرار امام مخازن التموين وابدى المستهلكون استياءهم بصورة متزايدة " ( ماندل : المصدر السابق ص355 ) ..
وخلال الحقب التي تلت عهد ستالين ورغم الأصلاحات التي جرت في عهد خروتشوف الا انه جرت تحريفات وتعرجات في مجال السياسة والاقتصاد قام بها البيروقراطيين المتنفذين في صفوف الحزب وكما يشير فلاديمير ارلوف في احدث مقال عن "وضع الحركة الشيوعية في روسيا ومهام الشيوعيين المعاصرين "منشور في الحوار المتمدن بتاريخ 16-1-2006 فقد شهد الأقتصاد السوفييتي في عهد برجنيف "تخلف نوعي عن اقتصاد البلدان الرأسمالية المتقدمة في الستينات والسبعينات خلال المرحلة الجديدة من تطور الإنتاج بعد أن كان هذا التخلف قد أزيل تقريبا بين الثلاثينات والخمسينات من القرن العشرين بفضل جهود مضنية وضحايا بشرية لا تصدق." طبعا بسبب تسلط البيروقراطية وتبذيرها الهائل والسرقات التي كانت تقوم بها للنتاج الاجتماعي الفائض ان مقال فلاديمير ارلوف يحتوي على اشارات هامة جدا بخصوص اسباب انهيار التحاد السوفييتي ويظهر كيف ان القادة والزعماء "والمثقفين" قد ساهموا في عمليات التحريف النظري وكيف ابتعدوا عن الماركسية وخاصة في عهد بريجينيف فهو يقول "أما حقبة بريجنيف فاعتمدت كلياً على التحريفية في الاقتصاد وفي السياسة. فالجهاز البيروقراطي تعاظم إلى أبعد الحدود، وفعل قانون القيمة اتسع مئات الأضعاف، وبات الحزب الشيوعي ينقطع أكثر فأكثر عن الشعب ويمسي أبعد فأبعد عن مراقبة الكادحين. وأثار تنامي الامتيازات والرشوة والفساد نقمة الناس وقوض إيمانهم بإمكان تحقيق العدالة على يد النظام القائم. وبات البلد يعيش أكثر فأكثر بفضل تصدير الخامات إلى الدول الرأسمالية المتطورة." وكان العام 1986 بداية النهاية لتفكيك النظام السوفييتي من قبل غورباتشوف صاحب سياسية البريسترويكا" التي لم تكن تعني في المحصلة غير تقويض اجهزة الحزب والملكية العامة باسم مباديء الشفافية والأنفتاح والديمقراطية المزعومة وهو ما كان يعني اعادة الرأسمالية.بدفع من (الطبقة) البيروقراطية والشرائح البرجوازية الجديدة التي اثرت من المال العام عن طريق السرقات والغش والخداع والتزوير واستخدمت مواقعها السياسية والأقتصادية لتحيق ذلك ..ويذكر ارلوف في مقاله السابق ذكرة ان الامبريالية الأمريكية صرفت اكثر من 3تريليون دولار من اجل تقويض الأتحاد السوفييتي والبلدان الأشتراكية فلابد ان حصة المتنفذين في النظام السوفييتي كانت كبيرة جدا من هذه الأموال مقابل تقويض وتخريب التجربة السوفييتية.