- أَفلحَ المجتمعُ الإنسانيُّ في تحقيقِ طفراتٍٍ واسعةٍ جداًّ في السنواتِ الأَخيرةِ في مجالِِ التقدُّمِ التكنولوجيّ، ما ساعد على تغيير، بـل وإِعادةِ تشكيلِ كثيرٍٍ من مظاهرِ الحياةِ على سطحِ الأرض، وإِحداثِ تحوُّلاتٍ سريعةٍ ومفاجئة، قـد يترتَّبُ عليها اختفاءُ بعضِِ المظاهرِ المأْلوفةِ لعجزِها عن التجاوبِ مع تلك التطوُّرات، والتكيُّفِ وَفْقَ متطلِّباتها بالسرعةِ الملائمة، وإِثباتِ قدرتِها على الصمودِ والاستمرارِ في الوجود. إِلاَّ أَنَّ هذه التغيُّراتِ المتسارعةَ لم تُؤَدِّ إلى حدوثِ تحوُّلاتٍ أَو تعديلاتٍ جذريَّةٍ في ماهيَّةِ الإنسان ومقوِّماتِهِ الأَساسَّية، إِِنَّمـا أَفلحَتْ في إِثارةِ كثيرٍٍ من مشاعرِ الشكِّ والارتيابِ المشوبِ بالتشاؤُمِ حول الأَفكارِ المتوارَثَة، والوضعِ الإِنسانيِّ بوجهٍ عامٍّ إزاءَ هذه التغيُّرات.
2- والمشكلةُ التي تواجهُ الإنسانَ المعاصرَ هي كيف يستطيعُ التعاملَ مع دراما التغيُّرِ التكنولوجيِّ وتعديلِ رؤيتِهِ إلى العالمِ الجديدِ السريعِ التغيُّر، وتحديدِ وضعـِه الخاصِّ وإِدراكِهِ في هذا العالم، بل في الكونِ بأَسرِه. ذلك أَنَّ أَهَمَّ ما يميِّزُ المجتمعَ المعاصرَ هو سيطرةُ التكنولوجيا، بحيث يبدو الإنسانُ كما لو كان عبداً خاضعاً لها تماماً ومسلوبَ الإرادةِ أَمامَ سطوتـِها. وليسَ المقصودُ من التكنولوجيا هنا الآلاتِ والأَجهزةَ وما شاكََلَها مِنَ المنجَزاتِ المادِّيَّةِ التي حقَّقها التقدُّمُ العلميُّ الحديث، إِنَّما المقصودُ هو التكنولوجيا باعتبارِها أُسلوباً للتفكيرِ والسلوكِ والعلاقاتِ الاجتماعيَّة، وقوَّةً هائلةًَ أَفلحَتْ في أَن تـُسْبـِغ َ نوعاً من الدقَّةِ والكفاءَةِ على العقلِ الإِنسانيِّ بشكلٍ غيرِ مسبوقٍ في نظرتِهِ إلى العالمِ وشؤُونِ الحياةِ اليوميَّة، ما يكاد يجعلُ الإِنسانَ المعاصرَ مجرَّدَ أُلعوبةٍ في يدِ هذه التكنولوجيا الجديدةِ والدائمةِ التغيُّـر، وبخاصَّةٍ أََنَّها بدأَتْ تخرُج، إِن لم تكن خرجَتْ تماماً، عن سيطرةِ البشرِ وأَصبحـَتْ تفرضُ عليهم واقعًا جديدًا، يتعيَّنُ معه أَن يبحثَ الإِنسانُ عن وضعِه الحقيقيِّ فيه، وعن تحديدِ شروطِ هذا الوضعِ ومتطلِّباتِه.
3- ومشكلةُ الوضعِ الإِنسانيِّ التي كانت دائماً محلَّ اهتمامِ ومعالجةِ عددٍ كبيرٍ من رجالِ الفكرِ والأَدب، تدورُ في جوهرِها حولَ البحثِ عن معنى الحياة، وجدوى الجهودِ التي يبذلـُها الإِنسانُ لتحريرِ نفسهِ مِن القيودِ التي تكبِّلُ انطلاقَهُ الحرَّ لتحقيقِ ذاتـِه في الوقتِ الذي يزداد ُ فيه شعورُهُ بالقوَّةِ لاعتمادِهِ على الكشوفِ التكنولوجيَّةِ والبحثِ العلميّ، وتتضاءَلُ قدراتُه على التحكُّمِ في نتائجِ أَفعالـِه، ما يعني تراجعَ دورهِ في حياةِ المجتمع، وتضاؤُلَ حُرِّيَّتِه السياسَّية. وهذه مأْساةُ الإِنسانِ في المجتمعِ التكنولوجيِّ المعاصر!
4- والمؤَكَّدُ على أَيِّ حالٍ هو أَنَّ التقدُّمَ التكنولوجيَّ أَصبحَ أَمراً لا مفرَّ منه، ويجبُ التسليمُ به، وإِنْ كانَتْ هناك محاذيرُ من الاستسلامِ الكاملِ له. والأَكثرُ خطورةً بما يتعلَّقُ بالوضعِ الإِنسانيِّ إِزاءَ هذا الزحفِ التكنولوجيّ، هو أَنّ كلّ تكنولوجيا جديدة تؤدّي إلى ظهور مشكلات جديدة، يحتاج حلّها إلى ابتكار عمليَّات تقنـَّية جديدة، بحيث يبدو الإنسان عاجزًا أَمام هذا الفيض المتلاحق من التغيُّرات. فالتقدُّم التكنولوجيّ يحلّ مشاكل لكي يخلق مشاكل من نوع جديد، تؤَدّي الى انعدام التوازن الناجم عن الكشف الجديد، وهكذا..!
د. أحمد ابو زيد
مجلة العربي – الكويت – عدد 538 ك2 2007
( بتصرُّف )
أَوَّلاً : في الفهم والتحليل
1- اشرَحْ معانيَ التعابيرِ الآتيةِ كما وردت في سياقِ النصّ:
طفرات واسعة – دراما التغيُّر التكنولوجيّ – أَفلحت في أَن تسبغَ على العقل.
2- حدِّدْ وظيفة َ كلٍّ من أَدوات ِ الربطِ الواردةِ في الفقرةِ الأُولى:
بل – قد – إِلاَّ أَنَّ - إنَّما .
3- ما الإشكاليَّة ُالمطروحة ُ في الفِقرتَيْن الثانيةِ والثالثة ؟ هل استطاع الكاتبُ
تقديمَ الحلولِ لهذه الإِشكاليَّة ؟ وما النتائج ُ السلبيَّةُ الناتجةُ جرَّاء ذلك ؟ )
4- عيِّنْ نوعَ النصّ، وأَكِّدْ إِجابَتك بأَربعِ سماتٍ متوافرةٍ فيه ومقرونةٍ بالشواهد.
5- ما النتيجةُ التي خلَصَ إليها الكاتبُ في الفِقرةِ الأَخيرة ؟ هل توافقُهُ الرأْي ؟ ولماذا ؟
6- اضبط ْ أَواخرَ الكلماتِ في الفقرةِ الرابعةِ من : "هو أَنّ كلّ.......... وهكذا".
(لا يُعْتَبر الضميرُ آخرَ الكلمة).
7- اختَرْ عنواناً مناسباً للنصِّ وسوِّغِ اختيارَك.
ثانياً : في التعبير الكتابيّ
ورد في النصّ: "أَهَمُّ ما يميِّزُ المجتمعَ المعاصرَ هو سيطرةُ التكنولوجيا، بحيثُ يبدو الإِنسانُ كما لو كان عبداً خاضعاً لها تماماً ومسلوبَ الإِرادةِ أَمامَ سطوتِها."
توسَّعْ في شرحِ هذا الكلام، مبيِّنًا إلى أَيِّ مدًى يعكسُ الواقعَ الإِنسانيّ. وهل هناك حلولٌ توفِّقُ بين حاجتِنا إلى التكنولوجيا وقدرتِنا على تجنُّبِ مشاكلِها ؟
2- والمشكلةُ التي تواجهُ الإنسانَ المعاصرَ هي كيف يستطيعُ التعاملَ مع دراما التغيُّرِ التكنولوجيِّ وتعديلِ رؤيتِهِ إلى العالمِ الجديدِ السريعِ التغيُّر، وتحديدِ وضعـِه الخاصِّ وإِدراكِهِ في هذا العالم، بل في الكونِ بأَسرِه. ذلك أَنَّ أَهَمَّ ما يميِّزُ المجتمعَ المعاصرَ هو سيطرةُ التكنولوجيا، بحيث يبدو الإنسانُ كما لو كان عبداً خاضعاً لها تماماً ومسلوبَ الإرادةِ أَمامَ سطوتـِها. وليسَ المقصودُ من التكنولوجيا هنا الآلاتِ والأَجهزةَ وما شاكََلَها مِنَ المنجَزاتِ المادِّيَّةِ التي حقَّقها التقدُّمُ العلميُّ الحديث، إِنَّما المقصودُ هو التكنولوجيا باعتبارِها أُسلوباً للتفكيرِ والسلوكِ والعلاقاتِ الاجتماعيَّة، وقوَّةً هائلةًَ أَفلحَتْ في أَن تـُسْبـِغ َ نوعاً من الدقَّةِ والكفاءَةِ على العقلِ الإِنسانيِّ بشكلٍ غيرِ مسبوقٍ في نظرتِهِ إلى العالمِ وشؤُونِ الحياةِ اليوميَّة، ما يكاد يجعلُ الإِنسانَ المعاصرَ مجرَّدَ أُلعوبةٍ في يدِ هذه التكنولوجيا الجديدةِ والدائمةِ التغيُّـر، وبخاصَّةٍ أََنَّها بدأَتْ تخرُج، إِن لم تكن خرجَتْ تماماً، عن سيطرةِ البشرِ وأَصبحـَتْ تفرضُ عليهم واقعًا جديدًا، يتعيَّنُ معه أَن يبحثَ الإِنسانُ عن وضعِه الحقيقيِّ فيه، وعن تحديدِ شروطِ هذا الوضعِ ومتطلِّباتِه.
3- ومشكلةُ الوضعِ الإِنسانيِّ التي كانت دائماً محلَّ اهتمامِ ومعالجةِ عددٍ كبيرٍ من رجالِ الفكرِ والأَدب، تدورُ في جوهرِها حولَ البحثِ عن معنى الحياة، وجدوى الجهودِ التي يبذلـُها الإِنسانُ لتحريرِ نفسهِ مِن القيودِ التي تكبِّلُ انطلاقَهُ الحرَّ لتحقيقِ ذاتـِه في الوقتِ الذي يزداد ُ فيه شعورُهُ بالقوَّةِ لاعتمادِهِ على الكشوفِ التكنولوجيَّةِ والبحثِ العلميّ، وتتضاءَلُ قدراتُه على التحكُّمِ في نتائجِ أَفعالـِه، ما يعني تراجعَ دورهِ في حياةِ المجتمع، وتضاؤُلَ حُرِّيَّتِه السياسَّية. وهذه مأْساةُ الإِنسانِ في المجتمعِ التكنولوجيِّ المعاصر!
4- والمؤَكَّدُ على أَيِّ حالٍ هو أَنَّ التقدُّمَ التكنولوجيَّ أَصبحَ أَمراً لا مفرَّ منه، ويجبُ التسليمُ به، وإِنْ كانَتْ هناك محاذيرُ من الاستسلامِ الكاملِ له. والأَكثرُ خطورةً بما يتعلَّقُ بالوضعِ الإِنسانيِّ إِزاءَ هذا الزحفِ التكنولوجيّ، هو أَنّ كلّ تكنولوجيا جديدة تؤدّي إلى ظهور مشكلات جديدة، يحتاج حلّها إلى ابتكار عمليَّات تقنـَّية جديدة، بحيث يبدو الإنسان عاجزًا أَمام هذا الفيض المتلاحق من التغيُّرات. فالتقدُّم التكنولوجيّ يحلّ مشاكل لكي يخلق مشاكل من نوع جديد، تؤَدّي الى انعدام التوازن الناجم عن الكشف الجديد، وهكذا..!
د. أحمد ابو زيد
مجلة العربي – الكويت – عدد 538 ك2 2007
( بتصرُّف )
أَوَّلاً : في الفهم والتحليل
1- اشرَحْ معانيَ التعابيرِ الآتيةِ كما وردت في سياقِ النصّ:
طفرات واسعة – دراما التغيُّر التكنولوجيّ – أَفلحت في أَن تسبغَ على العقل.
2- حدِّدْ وظيفة َ كلٍّ من أَدوات ِ الربطِ الواردةِ في الفقرةِ الأُولى:
بل – قد – إِلاَّ أَنَّ - إنَّما .
3- ما الإشكاليَّة ُالمطروحة ُ في الفِقرتَيْن الثانيةِ والثالثة ؟ هل استطاع الكاتبُ
تقديمَ الحلولِ لهذه الإِشكاليَّة ؟ وما النتائج ُ السلبيَّةُ الناتجةُ جرَّاء ذلك ؟ )
4- عيِّنْ نوعَ النصّ، وأَكِّدْ إِجابَتك بأَربعِ سماتٍ متوافرةٍ فيه ومقرونةٍ بالشواهد.
5- ما النتيجةُ التي خلَصَ إليها الكاتبُ في الفِقرةِ الأَخيرة ؟ هل توافقُهُ الرأْي ؟ ولماذا ؟
6- اضبط ْ أَواخرَ الكلماتِ في الفقرةِ الرابعةِ من : "هو أَنّ كلّ.......... وهكذا".
(لا يُعْتَبر الضميرُ آخرَ الكلمة).
7- اختَرْ عنواناً مناسباً للنصِّ وسوِّغِ اختيارَك.
ثانياً : في التعبير الكتابيّ
ورد في النصّ: "أَهَمُّ ما يميِّزُ المجتمعَ المعاصرَ هو سيطرةُ التكنولوجيا، بحيثُ يبدو الإِنسانُ كما لو كان عبداً خاضعاً لها تماماً ومسلوبَ الإِرادةِ أَمامَ سطوتِها."
توسَّعْ في شرحِ هذا الكلام، مبيِّنًا إلى أَيِّ مدًى يعكسُ الواقعَ الإِنسانيّ. وهل هناك حلولٌ توفِّقُ بين حاجتِنا إلى التكنولوجيا وقدرتِنا على تجنُّبِ مشاكلِها ؟